السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أثناء تصفحي على بعض المنتديات وجدت هذا الموضوع وهو في غاية الأهمية وهو متداول هنا في منتدانا الغالي في قسم الفرفشة
فأحببت أن أضعه بين ايديكم لتعرفوا حكم ما يتداول بين بعض الأعضاء وأنا طبعا اولهم من قول " الشباب للفتيات سحالي والفتيات للشباب تماسيح "
طبعا الموضوع منقول:
والله يا أخوه إنها كلمة عظيمة أن تقول لأخوك تمساح أو لأختك سحلية أو العكس هي تقول لأختها سحلية وتقول لك تمساح
أنظروا هذه الفتوى " للشيخ عبد الرحمن السحيم "
قبل فترة أرسلت للشيخ عبد الرحمن السحيم
" الداعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مدينة الرياض "
أسألة عن حكم هذه العبارات بين الشباب والفتيات
فكان سؤالي ورد الشيخ كالآتي
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أردت من فضيلتكم بارك الله فيكم ونفع بعلمكم
كلمة توجيهيه
الأعضاء يكثرون من قول التماسيح والسحالي
على سبيل المزاح
فالشباب يطلقون على الفتيات سحالي
والفتيات يطلقون على الشباب تماسيح
فما توجيهكم لهم
نفع الله بكم وجُزيتم خيرا ً..
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
وبارك الله فيك .
اولاً: هذا خلاف التأدّب مع الله تبارك وتعالى ، فإن الله تعالى كَرَّم الإنسان ، فقال تعالى : (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) ،
وقال عزّ وَجَلّ : (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) .
وقد روى ابن أبي شيبة من طريق الأعمش عن إبراهيم قال : كانوا يقولون : إذا قال الرجل للرجل : (يا **** .. يا *** .. يا خِنْزِير) قال الله له يوم القيامة : أتراني خلقتُ ***ا ، أو ****ا ، أو خنزيرا ؟
وروى أيضا من طريق العلاء بن المسيب عن أبيه قال : لا تَقُل لصاحبك يا **** ، يا *** ، يا خنزير ، فيقول لك يوم القيامة : أتراني خلقت ***ا ، أو ****ا ، أو خنزيرا ؟وهذه مثلها ..
فهل خَلَق الله الشاب تِمساحا ؟!
وهل خَلَق الفتاة سِحليَّة ؟!
حتى وإن كان على سبيل المزاح ..
كما أن مثل هذه الألفاظ يعتبرها العلماء من الجِنايات التي لو قيلت لشخص وَجب تعزير القائل !
وقد سُئل الإمام مالك : أَرَأَيْتَ إنْ قَالَ : يَا حِمَارُ أَوْ يَا ثَوْرُ أَوْ يَا خِنْزِيرُ ؟ قَالَ : يُنَكِّلُهُ عَلَى قَدْرِ مَا يَرَى الإِمَامُ فِي رَأْيِي .
وقال ابن مُفلح في " الفروع " : وَيُعَزَّرُ فِي : يَا كَافِرُ ، يَا فَاجِرُ ، يَا حِمَارُ ، يَا تَيْسُ ، يَا ثَوْرُ ، يَا رَافِضِيُّ !
وفي " تكلمة المجموع " : ومن الألفاظ الموجبة للتعزير قوله لغيره : يا فاسق ، يا كافر ، يا فاجر ، يا شقي ، يا *** ، يا **** ، يا تيس ، يا رافضي ! يا خبيث ، يا كذاب .
قال الإمام النووي في " الأذكار " : ومن الألفاظ المذمومة المستعملة في العادة قوله لمن يخاصمه : يا **** ، يا تيس ، يا *** ، ونحو ذلك ، فهذا قبيح لوجهين :
أحدهما : أنه كذب .
والآخر : أنه إيذاء .
وهذا بخلاف قوله : يا ظالم ، ونحوه ، فإن ذلك يُسَامَح به لضرورة المخاصَمَة ، مع أنه يَصْدُق غالبا ، فقلَّ إنسان إلاَّ وهو ظالم لنفسه ولغيرها . اهـ .
ثانيا : أنّ هذا أيضا خلاف الأدب في التعامل بين الرجل والمرأة إذا كانا أجنبيين عن بعضهما .
فماذا لو كان رجلا أجنبيا يُخاطِب أختك بمثل هذا .. أترضاه لأختك ؟!
وما لا ترضاه لأختك فلا تتعامل به مع بنات الآخَرِين ، وعامِل الناس كما تُحِبّ أن يُعامِلوك ، لقوله عليه الصلاة والسلام : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ . رواه مسلم .
والله تعالى أعلم .
بارك الله فيكم وأصلح حالنا وحالكم وهدانا وإياكم لأحسن الأقوال